متفرقات

«تفوحُ ناردينًا» رلى السماعين

 

صدر حديثا للصحافية والكاتبة رلى السماعين رواية «تفوحُ ناردينًا»، عن دار (جفرا ناشرون وموزعون)، ووهي رواية تقع في خمسة أبواب، وتجسد شخصيات واقعية في مجتمعنا وتركز على قضايا الواقع المعاش من ناحية، وتحث القارئ على التأمل في كيفية تحقيق التغيير الإيجابي على ذاته وفي المجتمع، من ناحية أخرى.
في الرواية تؤكد الكاتبة على تمتين القيم الإنسانية التي تعمل على التضامن والترابط بين الناس وعلى رأس هذه القيم المحبة والتسامح، وبأن على كل إنسان واجب تجاه أخيه الإنسان بالمعاملة الحسنة، مؤكدة على ذلك بقولها في مقدمة الكتاب بأن هناك أمر واحد يجمع البشر، «أمرٌ واحدٌ فقط بلغت معرفتنا به درجة اليقين؛ هو أننا جميعًا، نريد أنْ نُحَبَّ وأنْ نَحِب، فنحن نحتاج الحُبَّ كما نحتاج الهواء والماء. الحُب، شريان الوجود. أنفاس الطبيعة، وعبْقرُ الإلهام، وحقيقة الحقائق.»
كتب في الرواية مجموعة من الأدباء منهم القاص والروائي مفلح العدوان الذي كتب إضاءة يقول فيها: « هذا الرابط الإنساني، المكاني، الواقعي، الذي يحكم ويتحكم بالقصص، يجعل من سردية كتاب (تفوح ناردينا) متوالية قصصية، كتوصيف وتجنيس آخر يقع في المنطقة المواربة بين الرواية القصيرة، والمجموعة القصصية، ولعل واقعية هذه القصص، ومعرفة المؤلفة المباشرة بأبطال تلك القصص، والشخوص الذين يدورون في فلكهم، في حيز مكاني تعرفه جيدا، كلها شروط تجعل هذا التماس والتماسك متحقق في تلك الحكايات التي صاغتها رلى سماعين قصصا تشكل في مجموعها مجتمعا مصغرا تتفاعل فيه كل النزعات والنزاعات والتوترات، يتم التعبير عنه إبداعيا، لحالات مختلفة، ولكنها مؤطرة بتعاليم وأعراف تشكل عناوين أخلاقية ورسائل فكرية، أنتجت هذه المتوالية القصصية بلغة سلسة هادئة.»
ومن ضمن ما كتبه الأديب سامر المعاني، قال: «لم تكن السماعين مقتنصة شخصية وبيئة غير التي عاشتها في محيطها فنقلت في قصصها جوهر مخزونها الفكري والعقدي بصورة واضحة وشفافة كفتاة مسيحية شرقية تعيش كما باقي المجتمع تحمل فكرًا عامًّا وخاصًّا تنشد الأمل بأن تصفو الحياة من كل ما يعكر صفو الإنسان، مستشهدة بأحداث واقعية ومفاهيم تغيرت وبعيدة عن المأمول والمرتجى، تصلي ليفوح شذى الناردين علاقتنا ومجتمعنا.
أما من الجانب الفني وبناء العمل الروائي تمكنت السماعين أن تجعل من أبواب الرواية قصصًا متجانسة ومتناسقة ومشوقة في الانتقال بالأحداث والتتابع بين الفقرات وحركة الأبطال مع الحفاظ على التسلسل الزمني للأحداث بلغة ومفردات قادرة أن تصل للمتلقي بطريقة واضحة غير معقدة ملمة بالتنقلات والمتغيرات التي تطرأ على البيئة المكانية والزمانية في حركات الشخوص والأحداث، مبينة التناقضات والمفارقات التي تحدث وحدثت على هذا الكون الذي أصبح بفعل التكنولوجيا له شكلٌ ونطاقٌ غير الذي كان قبل فترة قريبة من الزمن.»
أما من لبنان فقد شاركت الصحافية رولا دوغلاس إضاءة عبرت فيها بقولها: « ويتميز الكتاب بتنوع في وجهات النظر السردية التي تمنح عمقًا للقصص المروية. كما يشعر القارئ وكأنه برفقة شخص يعرفه جيدًا؛ وبالتالي، ينجذب القارئ إلى قصص الكتاب ويتعاطف ويتماهى مع شخصياتها.»
يشار إلى أن الزميلة رلى السماعين هي صحافية مختصة بالحوار بين الأديان والسِلم المجتمعي، وقامت بتأليف كتاب «حصن السلام التجربة الأردنية في الحوارات بين أتباع الأيام ونموذج العيش المشترك» باللغتين الإنجليزية والعربية، وهو كتاب يوثق حياة الأردنيين وقدرتهم على تجاوز المحن ويوضح للعالم أهمية السلام والجد في تحقيقه لتطور المجتمعات؛ وكتابها الثاني «نحو الهزيع الرابع» الذي فيه دعوة إلى السلام الذاتي. السماعين حاصلة على الماجستير في صعوبات التعلم والبكالوريوس في تخصصي اللغة الإنجليزية والعلوم السياسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى