الحجار من بعلبك: بقاء النازحين السوريين في لبنان هو بقاء موقت وإنساني
اكد وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال الدكتور هكتور الحجار أن “هناك توافقا لبنانيا وطنيا وبين الأجهزة الأمنية على موضوع عودة النازحين السوريين، وهناك قرار سياسي يرعى موضوع العودة، والتنسيق مع سوريا جيد جدا”.
واعتبر خلال زيارته لمحافظ بعلبك الهرمل بشير خضر في مكتبه بمركز المحافظة في بعلبك أن “بقاء النازحين السوريين في لبنان هو بقاء موقت وإنساني، وعلينا ان نعمل معا لعودتهم إلى سوريا. ومن لا يستطيع العودة إلى سوريا فلتتفضل عواصم القرار لاستقبالهم عندها”.
وقال: “قمنا اليوم بزيارة إلى بعلبك بشكل عام، وإلى عرسال بشكل خاص، وهدف الزيارة مواكبة عملية العودة لأول قافلة من النازحين السوريين التي ستتم غدا صباحا، مع التأكيد بأن هذه العملية التي تتم هي عودة آمنة وطوعية، والتقينا في مخيمات عرسال مع عائلات وطمأناهم، وشرحنا لهم بأن كل الأخبار التي يسمعونها هي غير صحيحة، فهناك توافق ما بين الدولة اللبنانية والدولة السورية على عودة آمنة، والآلية يطبقها الأمن العام، والمرجع الرسمي للعملية التقنية هو الأمن العام. اليوم متواجدون عند المحافظ الذي يمثل السلطة المحلية في منطقة بعلبك الهرمل، ولا يجوز أن نزور المنطقة بدون زيارة سعادته، أنا أعرف جيدا أن حضرة المحافظ حريص كما كل المسؤولين في لبنان، على القيام بالواجب الإنساني تجاه السوريين، وكذلك هو حريص على العودة الآمنة، لأنه يعرف ويلمس مقدار المترتبات على الدولة اللبنانية على كل المستويات، من بقاء النازحين السوريين على الأراضي اللبنانية”.
وتمنى على المؤسسات المانحة والمجتمع الدولي “ان يتخطى عقدة أننا نرد السوريين بشكل غير آمن، واتمنى منهم ان يواكبوا هذا العمل بشكل موضوعي، وأتمنى عليهم أن لا يذهبوا إلى إقامة غير طوعية في لبنان، لأن الإقامة غير الطوعية في لبنان سيكون مردودها على المجتمع الدولي، وعلى المفوضية وعلى السوريين وعلى لبنان سيىء جدا”.
وشدد على أن “بقاء النازحين السوريين في لبنان هو بقاء موقت وإنساني، وعلينا ان نعمل معا لعودتهم إلى سوريا. ومن لا يستطيع العودة إلى سوريا فلتتفضل عواصم القرار لاستقبالهم عندها”.
وأشار الحجار إلى أن “خلال 5 سنوات من الطلبات التي تم تقديمها من قبل النازحين السوريين للذهاب إلى دول تسمح باللجوء لا تتخطى 1 %، إذا كان هناك التزام من تلك الدول بالقضية الإنسانية، فليتفضلوا ويستقبلوا العدد الأكبر”.
وأضاف: “ما شاهدناه في المخيمات كارثة، هل يعقل ان تستقبل مدينة عرسال أكثر من ثلاثة أضعاف سكانها؟ هل تقبل اليوم أي عاصمة او مدينة في العالم، هل تقبل بروكسيل ان تستقبل لاجئين إليها 3 اضعاف عدد مواطنيها؟ هل فكروا للحظة عواصم القرار والمفوضية مدى الأثر الاجتماعي، الاقتصادي، البيئي، النفسي، التربوي، وإلى ما هنالك على مدينة عرسال؟ في حال انفجر الوضع في عرسال، وأتمنى أن لا ينفجر، هناك اوضاعا متوترة داخل بلدة عرسال، ورأيت بأم العين أن اللبنانيين والسوريين غير مرتاحين، إذا لا سمح الله انتقلنا إلى أي توتر ونتمنى أن لا يحصل أي توتر، من المسؤول؟ هل المسؤول اللبناني الذي فتح بيته وأرضه ورزقه ليستقبل أخوته وجيرانه، ومن لديه علاقات تاريخية معه، أم المسؤول هو الذي لم يسمح بعودة هؤلاء الناس إلى بلدهم بعد الاستقرار في سوريا”.
واكد أن” هناك توافقا لبنانيا وطنيا على موضوع عودة النازحين السوريين، وهناك توافق بين الأجهزة الأمنية، وهناك قرار سياسي يرعى موضوع العودة، والتنسيق مع سوريا جيد جدا، وأنا أعلنت من قصر بعبدا ان التواصل مع سوريا لم ينقطع، و”بدنا نطلع من التشكيك”، يجب أن نساعد بعضنا كإعلاميين وكمواطنين وكمسؤولين سياسيين لمواكبة وتشجيع هذا الحدث، الذي هو باعتقادي أكبر من موضوع ترسيم الحدود في الجنوب، هناك حصلنا على ثرواتنا، وهنا سنسترد هويتنا ونحافظ عليها”.
وكشف الحجار ان “في عرسال وحدها سنويا 2000 حالة ولادة في صفوف النازحين السوريين، ومن بين كل 3 ولادات هناك 2 لسوريين وولادة للبناني، وهذا الأمر حتى على المدى القصير يشكل مشكلة”.
خضر
وبدوره رحب خضر بالوزير الحجار في محافظة بعلبك الهرمل “وهذه ليست المرة الاولى التي يزور فيها هذه المحافظة، فنحن دائما على اتصال معه وتنسيق للمستقبل. اليوم نحن في وضع استثنائي. انا أؤكد على كلام معالي الوزير، وأضيف أن الأزمة الصحية التي نعيشها، هي فاتورة جديدة يدفعها الشعب اللبناني بموضوع النزوح السوري. طبعا نحن نتفهم الحالة الإنسانية، ولكن مع الأسف هؤلاء النازحين أصبحوا اسرى، في الوقت الذي يستطيعون فيه الرجوع إلى وطنهم، واليوم سعادة السفير السوري على عبد الكريم علي أكد في تصريح أن عودة السوريين هي عودة آمنة وسلمية، والدليل ان السوريين الذين عادوا إلى بلدهم، لم يتعرض لهم أحد، وحياتهم طبيعية جدا”.
وأشار إلى أن “الإمكانات المتاحة في المنظمات الدولية اصبحت أقل من السابق، بسبب حرب اوكرانيا، وهذا ما انعكس سلبا على التقديمات للنازحين، ونتيجة هذا النقص كان انتشار وباء الكوليرا. يقال أن كمية 7.5 ليتر هي مقياس عالمي، هذا مقبول اذا كانت البنية التحتية طبيعية، ولكن هنا لا يوجد لا محطات تكرير تعمل، ولا شبكة مجارير سليمة، وبالتالي كانت النتيجة تفشي هذا الوباء، والموضوع خطير ويذكرنا ببدايات تفشي جائحة كورونا، مع فارق أن السيطرة الفردية على وباء كورونا اسهل من الكوليرا. نحن اليوم نتكلم عن مراحيض المدارس ومراحيض مخيمات النازحين، وحتى داخل البيت اذا كان هناك حالة مصابة يجب على الآخرين عدم استعمال نفس المرحاض، إضافة إلى المياه التي نستحم ونغسل ونشرب منها التي تنقل بالصهاريج لا نعرف مصدرها، ولاونعلم إذا كانت آمنة. بالطبع الماء في مؤسسة مياه البقاع هي آمنة، ولكن الخطورة في صهاريج الماء، ومن هنا كان التعميم على البلديات بمراقبة مصادر المياه، وإضافة مادة الكلور التي تؤمنها منظمة اليونيسف بالكميات الصحيحة على المياه التي تنقلها الصهاريج”.
وراى خضر أن “الحلول لهذه الأزمة الصحية الجديدة ليست على مستوى المحافظة، فالدور الأساس للوزارات المعنية بهذا الموضوع، وزارة الصحة، والطاقة والمياه، والأشغال، وكل وزارة حسب صلاحياتها”.
وتمنى خضر “احتواء الأزمة والوباء بأسرع وقت ممكن، لان النتيجة سوف تكون كارثية أن لم نتدارك الأمر، وبحسب الدراسات مقابل كل ٥ وفيات هناك 1000 حالة كوليرا، هذا يعني أن أرقام المصابين كثيرة لأننا نشهد أحيانا حالة او حالتي وفاة بالكوليرا. .واجدد شكري لمعالي الوزير الحجار على زيارته، ونحن بحاجة دائما لهذا الدعم والتواصل، ونتمنى أن يحمي الله لبنان ويجنبه أي كارثة”.