سياسة

تكويعة” باسيل باتجاه الضاحية لمنع وصول قائد الجيش لـ”القصر”.

 

في الوقت الذي تراجعت فيه حركت الاتصالات بشأن الاستحقاق الرئاسي، بعد ان ضرب الموفد الرئاسي الفرنسي الى لبنان جان ايف لودريان موعدا لزيارته الثالثة الى بيروت في منتصف شهر ايلول المقبل افساحا في المجال امام العمل لبلورة صيغة تشاورية تشارك فيها كل الاطراف السياسية بغية التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية، ينتظر أن تتكثف حركة التواصل التي ما تزال بعيدة عن الانظار بين “حزب الله” من جهة و”التيار الوطني الحر” من جهة ثانية. وقد جاء موقف رئيس “التيار” جبران باسيل والذي اعلن فيه ولو ضمنيا استعداده القبول بانتخاب رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية مقابل الاقرار المسبق للامركزية الادارية والمالية الموسعة، والصندوق الائتماني ، ليفتح كوة ولو بسيطة في جدار الازمة ، وان كان من المبكر الحديث عن امكانية اتمام هذه “التسوية” ام لا .

وقد طرحت عدة اسئلة حول التكويعة السريعة لباسيل باتجاه الضاحية الجنوبية، فهناك من يقول ان “ابن البترون” شعر ان هناك تسوية وضعت على النار وانه بات خارجها فأراد ان يركب القطار الاسهل له ليلتحق بهذه التسوية ويحجز له موقعا فيها، سيما وان باسيل وصلته معلومات انه سيصل الى مرحلة عليه ان يختار ما بين فرنجية وقائد الجيش جوزاف عون ففضل الابتعاد عن الخيار الثاني، وهناك من يرى في هذه الاستدارة مناورة يعرف باسيل نفسه انها لن تحقق له هدفه، خصوصا وان مسألة اللامركزية الادارية والمالية الموسعة ليست من بنات افكاره ، بل هي موجودة في ادراج مجلس النواب منذ ما يقارب الـ33 عاما، اما الصندوق الائتماني فهو ضرب من خيال جبران باسيل نفسه، فهو لا يصدق انه سيبصر النور.

من هنا فان الشق الاول من الاسئلة هو الاقرب للحقيقة حيث ان ما يجري على المستوى الاقليمي والدولي اقلق باسيل وجعله يعتقد بان التسوية قادمة لا محالة “فيه وبلاه” وان حصان المعارضة الذي ركبه لمجرد الزكزكة بحزب الله هو حصان خاسر ، لذا استعجل باعادة فتح قنوات التواصل التي كان قد اقفلها هو بنفسه ، مع “حزب الله” الذي بقي يمد له يده الى ان حصل ما حصل في الجلسة الاخيرة لانتخاب رئيس للجمهورية حيث غرد بعيدا خارج السرب بوضعه مع عدد من اعضاء تكتله اسم جهاد ازعور في صندوقة الاقتراع ، فكان موضوع النازحين السوريين البوابة التي اعاد منها رئيس “التيار الوطني الحر” الحياة الى شرايين التواصل بعد اجتماع النائب السابق نوار الساحلي مع الممسكين بملف النزوح السوري من “التيار”، وقد اعقب هذا الاجتماع زيارة رئيس لجنة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا الى باسيل بعيدا عن الضوضاء الاعلامي ، وقيل ان البحث تناول عددا من البنود الأساسية التي يجري الحديث عنها لمعالجة المناخ السلبي العام وضبط الانفلات على مواقع التواصل الاجتماعي بعد ان بلغ مرحة خطيرة وبات يهدد بوقوع فتنة شيعية – مسيحية مع دخول سلبي لبعض الاطراف على خط السجال بين مناصري الطرفين، واتفق على ضرورة تعزيز التواصل مجدّداً على مستوى القاعدة .

وفهم من مصادر موثوقة ان البرودة التي طبعت العلاقة بين “الحزب” و”التيار”، تعود اليها الحرارة رويدا رويدا ، وان التواصل بينهما يرتفع منسوبه يوميا ، وهناك حديث عن امكانية عقد لقاء قريب بين باسيل والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في حال بقيت الاجواء ايجابية لكن من دون شروط مسبقة، لان “حزب الله” ابلغ باسيل ان كل شيء قابل للنقاش وان الحزب منفتح على اي حوار من شأنه تبريد الساحة الداخلية .

ولفتت المصادر الى انه في مقابل عودة باسيل الى التحاور مع الحزب فان باباً اقفل بين “التيار” وخليط المعارضة التي من ضمنها “القوات اللبنانية” التي تستعد لخوض معركة في وجه باسيل بتهمة انه خذل المعارضة في منتصف الطريق لغايات خاصة، مع ان الاجواء كلها توحي بأن التقاطعات التي حصلت على اسم جهاد ازعور تقطعت بها السبل وباتت على عتبة التبعثر حيث لا يجمعها اي برنامج، وكان همها الوحيد ابعاد سليمان فرنجية عن كرسي الرئاسة.

حسين زلغوط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى