متفرقات

مشاركة سلبية..أسرار جوهر حيات

 

لا غرابة ان كان العديد منا يشعر بحالة احباط، بسبب المشهد السياسي غير المستقر الذي نعيشه، منذ سنوات، فلا مجلس أمة يكمل مدته، ولا حكومة تستمر، ففي أحسن الأحوال وان كنا محظوظين تستمر الحكومة سنة، دون تغيير، بينما المجلس لا يكمل مدته، فإما حل وإما ابطال.
ولست هنا أنوي الخوض في تفاصيل حالة عدم الاستقرار السياسي هذه، لكن هذا المشهد قاد الناس الى احباط لا مثيل له، وقد يكون مبرراً نوعاً ما، لكن كيف نعالجه؟!
فالاحباط من الوضع العام، والاستياء الذي نشعر به جميعاً، جاء بدافع رغبتنا بأن تكون الكويت بلداً أجمل، أكثر تطوراً، وأن يمنح المواطن الكويتي حياة كريمة توفر له الخدمات الأساسية كالتعليم والصحة وغيرها على أكمل وجه، ومتوازنة مع ما يصرف عليها من ميزانيات ضخمة، الا ان حالة الاحباط لدى البعض تطورت الى أن بلغت رغبتهم بعدم المشاركة في الانتخابات المقبلة، وهو ما يبدو الخطر الأكبر!.
فعدم المشاركة، هي مشاركة سلبية، لن تقودنا الا لمزيد من الأزمات، والدوامة السياسية، ولن تسهم بأي حال من الأحوال في استقرار المشهد السياسي، بل على النقيض تماماً.
فاليوم، في مواجهتنا أمام أي مظهر سلبي في الكويت، لا نملك سلاحاً سوى ديموقراطيتنا التي أرسى قواعدها دستور نظم العلاقة بين السلطات، وجعل الأمة مصدرها، فاليوم، الديموقراطية هي سلاحنا لأن نقوّم الوضع، ونعيد تصحيح المشهد السياسي والمسار الذي يجب أن تسير عليه الكويت.
عدم المشاركة هي مشاركة سلبية، فاليوم، إن اخترت ألا تصوت يوم 6 يونيو المقبل، فكيف يمكن أن يصل الأصلح والأكثر قدرة على محاربة الفساد؟!
نحتاج اليوم، أن نكون على قدر كاف من الوعي لندرك ان بداية الاصلاح السياسي، والاقتصادي، والتعليمي والصحي وغيرها من اصلاحات، تبدأ من ورقة اقتراعنا يوم ٦ يونيو، فمن نختارهم في يوم الانتخاب هم من سيكونون المشرعين والمراقبين في السنوات الأربع المقبلة، فكيف نترك حقنا في اختيار المصلح والقوي الأمين، ونختار عدم المشاركة؟!
لا تتنازلوا عن حقكم في التصويت، فهناك وجوه شابة، تطرح رؤى اصلاحية، وهناك برامج جيدة، تضمن على الأقل الحد الادنى من الاصلاح السياسي، استمعوا لها، قارنوا، ومن ثم اختاروا من يستحق أن يحمل أمانتكم في تحقيق النمو والازدهار للكويت.
شاركوا، لأن المشاركة حق من حقوق أبنائكم عليكم، أن تختاروا اليوم، الأصلح الذي سيضمن الّا تضيع البلاد لا سمح الله، بسبب صراعات وقوى فساد، فمن حق أبنائكم عليكم ان تصوتوا اليوم لمن يضمن سن تشريعات تطور الكويت لينعم ابناؤكم بالتطور الذي عشناه سابقاً.
المشاركة اليوم ليست قراراً فردياً، بل قرار وطن، قرار اصلاح، قرار لمستقبل ابنائنا، وصناديق اقتراع ٦ يونيو ستكون علامة فارقة في تاريخ الكويت السياسي، ايماناً بالديموقراطية ولأجل الكويت، صوتوا!.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى