سياسة

شعب مارون عالق بين الخطر والأخطر

لا تزال قضية شعب مارون عالقة بين الخطر والأخطر … أخطر ما في أزمة أبناء مارون أنهم لا يعرفونه … ولا يعرفُهم … فهو عاش ومات قبل 1600 سنة … ولم يكن يوماً مارونياً… ولم يكُن لحظةً من الموارنة … ولا مِن أتباع مذهب ولا طائفة …

كل ما فعلَه مارون أنه أمضى حياتَه داعيةَ إيمانٍ ووحدة، فعاش تَقيّاً فقيراً في العراء … بعد موته بنصف قرن، صار تلامذتُه ديراً على إسم بيته، بيت مارون … وبعد موته بثلاثة قرون، صاروا كنيسةً مع بطريركهم الأول “يوحنا مارون” … وبعد ألف سنة صاروا مجتمعاً … وبعد 1500 سنة صاروا وطناً … وظل مارون غريباً عن بعضهم، وظل بعضُهم غرباء عنه … حتى إسمُه لا نعرف معناه، مارون؛ أي “السيد الشاب” … فإما أن نكونَ سادةً في إيماننا، شباباً في قلوبنا، أو لا نكون …

اليوم، تكتظ كنيستُه بحمَلة إسمِه … يتزاحمون على مقعد… يتنافسون على صورة … يتطاحنون على نفوذٍ وسلطةٍ وجاه … بينما هو عاش ومات لا يملكُ من هذه الدنيا، إلا ما كتبه مؤرخٌ فرنسي عن تلامذته: صلبانُهم من خشب، وقلوبُهم من ذهب …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى